From the Editor
Jun 2022
Read in:
أصبحت الحروب التي تُعرَّف على أنها حدث زمني ببداية ونهاية شيئًا من الماضي. وبدلاً من ذلك، فقد أصبحت فصولاً في نزاعات مطولة وطويلة الأمد تنحسر وتتدفق ولكنها تحاصر السكان الرهائن لعقود، وتستهلك حياة الأجيال وتشكل احتياجاتهم الصحية وتوفر لهم الرعاية الصحية. ما بدأ بالغزو السوفياتي لأفغانستان في عام 1979 هو الآن مجرد فصل في صراع استمر لأكثر من 4 عقود. أعقبت الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات حرب الخليج الأولى، والعقوبات ضد إيران والعراق في التسعينيات، وحرب الخليج الثانية، وسلسلة من المستويات المختلفة من العنف المستمر. وحتى في أمريكا الوسطى، أعقبت الحروب الأهلية في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي حروب عصابات في السلفادور وغواتيمالا والتي حصدت أرواحًا وأدت بالمثل إلى الهجرة القسرية.
يواجه المهنيون الصحيون العاملون في مناطق النزاع هذه - كأطباء أو جهات فاعلة في مجال المساعدة الإنسانية أو صانعي سياسات - معضلة اتخاذ قرارات صعبة أخلاقيًا أثناء مفاوضاتهم مع جهات سياسية مختلفة وتنقلهم بين الاحتياجات الصحية المتنافسة والملحة بنفس القدر. لم تعد "حالات الطوارئ المزمنة" في أماكن مثل قطاع غزة أو اليمن تناقضًا من حيث المصطلحات بل وصفًا عادلًا للحروب المتكررة التي تجبر المهنيين الصحيين على تحويل الموارد المحدودة باستمرار من بناء القدرات على المدى الطويل إلى تلبية الاحتياجات الفورية التي خلقتها الهجمة العسكرية الأخيرة - إلى الإضرار على المدى الطويل بأي بنية تحتية للنظام الصحي.
في هذا العدد من مجلة الأخلاق للجمعية الطبية الأمريكية، يشارك خبراء السياسة الصحية والأخلاقيات العاملون في مناطق النزاع الممتدة خبراتهم في الكفاح من أجل تقديم الرعاية الصحية بطرق أخلاقية وإنسانية.
